الحقول الكهرومغناطيسية للإنسان ودورها في الحسد والعين


الحقول الكهرومغناطيسية للإنسان ودورها في الحسد والعين

  الحقول الكهرومغناطيسية للإنسان ودورها في الحسد والعين  



ان البشرية عرفت الشر منذ الاذل وتعايشت معه ، فهو رديف الخير والعطاء وكما ربط الخير بالله او بآلهة  . عند القدماء ارتبط الشر بآلهة العالم السفلي او بشيطان ، فالشر واقع  معروف منذ ان عاش الانسان على الارض ،  ويمكن ان نقول انه عندما عرف الانسان الخير عرف الشر في نفس اللحظة فهما لا يفترقان ، وحاول الانسان ان يفسر الشر ويجسده كما فعل بالخير.


الشر والخير كانا امرين نسبيين منذ القدم ، فالشر والخير ليس مطلقين في اغلب اشكاله فعندما كان يقع مرض وجفاف في مكان كانت تنسب هذه الامور الى اله مدينة اخرى حيث انه ينتقم من شعب المدينة الاخرة لانهم يعادون شعب مدينته  ، وانه استجابة لدعوات الكهنة فكان ذلك المرض خير في مدينة وشر في التي وقعت بها المرض وعلى هذا يمكننا ان نشكل الحرب ، السلم ، الجفاف ، المرض ، الرزق والتجارة .
ولان الشر والخير مفاهيم روحية خفية على البشر فنحن لم نرى شر ولا خير ، نحن نرى فقط اثارهم في حياتنا ونرى ما  يفعلانه في الحياة ولذلك ربط البشر هذه الامور بعالم الغيب والآلهة والقوة الخيرة والشريرة ، فصوروهم باشكال مختلفة وبأسماء مختلفة كلها تنبع من الخوف والجهل بالمجهول .


القوة الشريرة او الأرواح الشريرة او الحسد او العين او السحر وحتى الفال الحسن والسيء والجاذبية الشخصية او التفاءل والتشاءم من ملاقه شخص او شيء ، كلها مفاهيم وكلمات يمكننا ان نعيدها الى اصلها وهي الحقول الكهرومغناطيسية للانسان او الاشياء ، 
 اي ان آلة تعمل تولد بفعل الحمل حرارة ومجالات كهرومغناطيسية حولها ، وقوة هذا الحقل تتناسب طردا مع العمل التي تقوم به الآلة والحرارة الداخلية التي تولدها والحركة التي تسببها ، والانسان كآلة فبداخله هناك ألف الحركات التي تحدث من افرازات الهرمونات المختلفة وجريان الدم وتدمير الجراثيم وصناعة كريات الدم البيضاء والحمراء والبلازمة وتصفية المياه وتصنيع الانسولين والشرارات الكهربائية في السيلات العصبية وحركة القلب وتصفية الاكل وتجديد الشعر والجلد  ، كلها حركات تولد حرارة وحقل مغناطيسي ويمكن ان نقول ان القلب والدماغ هما اكبر قوتين في داخل  الانسان تخلق وتقوي ذلك الحقل ، وهذا الحقل الكهرومغناطيسي سماه القدماء الهالة.
  
فعندما يتقابل شخصان تتداخل هذه الهالة وبهذا التداخل يترك الانسان الطابع الروحي لدى الشخص الاخر ، فاذا كانت الهالة متوافقة يشعر الانسان بالانجذاب للشخص الاخر ويشعر بالراحة معه ، واذا كان العكس يشعر بعدم الراحة وعدم المحبة .


ولكن كيف تكون الهالة متوافقة ، وهنا تأتي القوة العقلية والقلبية فاذا كان الشخصين متشابهين بالطريقة الفكرية والاهتمام بنفس المواضيع او ذو طبائع متقاربة او متشابهة او  يفكرون بنفس المواضيع يكون التوافق قويا .


وحين حتى عند عدم التقابل المباشر تفكر بالشخص وهو يفكر بك في نفس الوقت او تألم بتألمه او تفرح بفرحه فكما معلوم ان الطاقة لا تموت بل تتوسع وتتشتت في الجو ولكنها لا تموت لذلك حتى عندما لا يكون الشخص امامك  لكن هذه الحقول والطاقة تتلاقاه في الجو وتعمل كناقلات لإشارة .


وقد فسر القدماء هذا التأثير للحقول بأسماء مختلفة مثل الروح الشريرة او الحسد او العين فهي تدخل سلبي لتلك  الهالة الكهرومغنطيسية ، وفسرها القدماء بمصطلحات يمكنهم التعبير عنها او ليتقبلها عقلهم فالإنسان كائن فضولي يبحث عن تفسير لكل ما يمر به في حياته .

ويمكننا ان نعتبر ان الحسد والعين ايضا امور حقيقية مؤثرة على تلك الحقول التي تحيط بالإنسان وتأثر عليه فلنفترض هذا المثال لنوضح الفكرة ، قد تلتقي بشخص فيرى مالِك او جمالِك او لِباسك ويشعر بالضيق لأنه لا يملك مثلهم ، هذا تفكير يولد طاقة سلبية في العقل يجعلها تحمل شحنات سلبية كبيرة (ويتوقف حجم هذه الشحنات السلبية على درجة تفكيره السلبي)   فتدخل هذه الشحنات السلبية لمجال هالتك ويأثر عليها وقد يسبب هذا الاحتكاك بين الشحنات الى شعورك بالانزعاج او المرض او قد يأثر على افكارك بطريقة التصرف وهذا ما فُسر لدى الأقدمين بالعين او الحسد .


وقد عَرف الكهنة ورجال الدين وحتى المشعوذون هذه الامور وتوصلوا بطريقة ذكية لحلول لهذه الامور مثل تعليق التمائم او بالنباتات العطرية اولاحجار الكريمة او برقيات شرعية وكلها اساليب اثبتت نجاحها .

فالتمائم كنت تجذب التفكير لها سواء بجماليتها او باختلافها ، مثلاً ترى حدة حصان على سيارة او الخرزات الزرقاء فكانت بهذا تلهي تفكير الشخص صاحب الشحنات السلبية او تشتت تفكيره فيضعف هذا  التأثير تلك الشحنات .

او بطريق النباتات العطرية فهي تشتت تركيز الشخص المقابل وتقوي ثقة في النفس لصاحبها وبهذا تزيد شحنته الايجابية .

او الاحجار الكريمة التي ايضا عملت على تشتيت التركيز  لإضافة ان تلك الاحجار لها هالتها الخاصة التي تضاف لهالة الشخص وتعززها بقوة .

كما ان الرقيات الشرعية في مختلف الاديان كانت لها قوتها فهي كانت تزيد من ثقة الانسان بقدرته وقوة شحنته الايجابية ، فالإنسان كائن مؤمن بفطرته باختلاف ايمانه وباختلاف الاله الذي يعبده فهو يثق به ثقة عمياء وهذه الثقة تجعله يشعر بالقوة لان هناك قوة في قلبه نسميها الايمان تجعل من شحناته الايجابية أقوى .


كما ان هناك اشخاص عرفوا بالتصوف الكبير او اطلق عليهم مرفوع عنهم الحجاب او يعرفون بوطن ما تفكر به هاؤلاء كانو قد تصفو، وصفو عقولهم بقوة كبيرة لا يمكن لإنسان عادي ان يصلها وبهذا اصبحت هالتهم قوية لا تخترق ، واصبحت هالتهم كالسهام تدخل اي هالة لإنسان عادي وتخترقها ، ويصلون لعقله وقلبه بكل سهولة ، وحتى امكنهم من السيطرة على تلك القلوب والعقول ، لذلك نجد مثل هكذا اشخاص ابتعدوا عن مشاغل الحياة وزينتها وركزوا على قواهم الروحية وتآمُلهم ، وبذلك توصلوا لصفاء الذهن والقلب وهما كما قلنا محركا لتلك الهالة .

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-